الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

أخطاء ابن الجوزي وأوهامه ، وكتابه ( الموضوعات )

قبل سرد أقوال العلماء في أخطاء ابن الجوزي وأوهامه ، أود أن التعريف بالحافظ ابن الجوزي :

الاسم : جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيدالله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن الفقيه عبد الرحمان ابن الفقيه القاسم بن محمد ابن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري .

إذن : ابن الجوزي يرجع إلى الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

الكنية : أبو الفرج .

اللقب : حامل لواء الوعظ .

مكانته عند العلماء : كان رأسا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديها، ويسهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالاجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار، وإكباب على الجمع والتصنيف، مع التصون والتجمل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والاوصاف الحميدة، والحرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفت أحدا صنف ما صنف .

أبرز مؤلفاته : 

1 - في الحديث : الموضوعات .

2 - في التفسير : زاد المسير .

3 - في الوعظ : صيد الخاطر .

4 - في التاريخ : المنتظم .

5 - في التراجم : مناقب الإمام أحمد .

عدد مؤلفاته : وجد بخطه قبل موته أن تواليفه بلغت مئتين وخمسين تأليفاً .

سنة المولد : سنة 519 هـ .

سنة الوفاة : سنة 597 هـ

المصدر : سير أعلام النبلاء للذهبي ( 21 / 365 - 384 ) .

أقوال أهل العلم في وقوع ابن الجوزي رحمه الله في الأخطاء والأوهام :

قال بعض أهل العلم :

كان كثير الغلط فيما يصنفه ، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره ) .

قال الذهبي معلقاً :

هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة ، وأخذ العلم من صحف ، وصنف شيئاً لو عاش عمراً ثانياً ، لما لحق أن يحرره ويتقنه ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 21 / 378 ) .

وقال أيضاً :

نعم ، له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر ومن أن جُل علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي ) ، المصدر : تذكرة الحفاظ ( 4 / 95 ) .

وقال ابن حجر العسقلاني معلقاً على خطأ لابن الجوزي في ترجمة ثمامة بن أشرس المعتزلي :

دلت هذه القصة على أن ابن الجوزي حاطب ليل لا ينقد ما يحدث به ) ، المصدر : لسان الميزان ( 3 / 84 ) .

من أقوال العلماء في تساهل الحافظ ابن الجوزي في كتابه ( الموضوعات ) :

1 - قال الحافظ ابن الملقن :

وله في هذا الكتاب أشياء تساهل في دعوى وضعها ، وحقها أن تذكر في الأحاديث الضعيفة بل (بعضها ) حسن أو صحيح . وقد أنكر غير واحد عليه فعله في هذا التصنيف ) ، المصدر : البدر المنير ( 4 / 241 ) .

2 - قال الحافظ الشوكاني عن ابن الجوزي :

فإنه تساهل في موضوعاته حتى ذكر فيها ما هو صحيح فضلاً عن الحسن فضلا عن الضعيف وقد تعقبه السيوطي بما فيه كفاية ) ، المصدر : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ( 1 / 4 ) .



3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني ( ت 728 هـ ) :

فإن الموضوع في اصطلاح أبي الفرج هو الذي قام دليل على أنه باطل وإن كان المحدث به لم يتعمد الكذب بل غلط فيه ولهذا روى في كتابه في الموضوعات أحاديث كثيرة من هذا النوع وقد نازعه طائفة من العلماء في كثير مما ذكره وقالوا إنه ليس مما يقوم دليل على أنه باطل بل بينوا ثبوت بعض ذلك لكن الغالب على ما ذكره في الموضوعات أنه باطل باتفاق العلماء ) ، المصدر : مجموع الفتاوى ( 1 / 248 ) .

4 - وقال الحافظ السيوطي ( ت 911 هـ ) :

وقد نبه الحافظ قديماً وحديثاً على أن فيه تساهلاً كثيراً وأحاديث ليست بموضوعة ، بل هي من وادي الضعيف ، وفيه أحاديث حسان ، وأخرى صحاح ، وفيه حديث من صحيح مسلم ، ووجدتُ فيه حديثاً من صحيح البخاري برواية حماد بن شاكر ، وآخر فيه في البخاري برواية صحابي آخر غير الذي أورد فيه ، وقد قال شيخ الإسلام ابن حجر عن تساهله : [ وتساهل الحاكم في (المستدرك) أعدم النفع بكتابيهما ، إذ ما من حديث فيهما إلا ويمكن أنه مما وقع في التساهل ، فلذلك وجب على الناقذ الإعتناء بما نقله منهما من غير تقليد لهما ) ، المصدر : تدريب الراوي الجامع لأخلاق الراوي والسامع ( 1 / 278 ، 279 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق