الخميس، 9 سبتمبر 2010

اعترافات البهبودي الرافضي

اعتراف البهبودي في كتابه ( معرفة الحديث ) بسبق أهل السنة و الجماعة في العناية في تصحيح الأحاديث بعكس ما يقوله أصحاب العمائم الذين يكذبون على عوام الشيعة ويكتمون عنهم هذه الحقيقة .


** فائدة **

اعتراف البهبودي بتناقض روايات الرافضة و أنه ما من حديث إلا وفي مقابلته ما يعارضه و يناقضة وهو شبيه بكلام شيخ الرافضة الطوسي الذي يقول في صدر كتابه تهذيب الأحكام عن أحاديث الشيعة ما نصه :
" فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبازائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه "
أقول : ما أشبه الليلة بالبارحة تشابهة قلوبهم .

وهذا البهبودي يقول اليوم سالكا خطى الطوسي :


** فائدة **

هذا البهبودي أيضا بعد أن قال عبارة شبيهة بكلام الطوسي
ها هو ينسب هذا القول صراحة للطوسي بخلاف ما ينكره البعض
من أصحاب العمائم فيقول في كتابه معرفة الحديث ما نصه :





** فائدة **

اعترف البهبودي في كتابه
[[ معرفة الحديث ]]
أن شيخ الطائفة الطوسي يخفي أحيانا الطعن في الرواي رغم أنه
سبق وأن طعن فيه من قبل لكي لا يتفطن العلماء لضعف الراوي !!

و هذا نص كلامه :

** فائدة **

وهذه الفائدة شبيهة بالتي قبلها , اعترف البهبودي وكشف لنا سرا عجيبا في منهج شيخ الطائفة الطوسي
أنه يخفي تاريخ ولادة الراوي و تاريخ وفاته وذكر مشايخه و طلابه والحكايات المروية عنه لكي لا يؤدي ذلك إلى إسقاط مؤلفاتهم !!

أقول : و كلام البهبودي واضح و يشير إلى ما يلي :
1- أن الطوسي لا يذكر وفاة الرواة وولادتهم لكي لا يكتشف الناس تدليساتهم و أنهم يروون عمن لم يدركوه
و إلا لماذا كان شيخ الطائفة يخفي التواريخ ؟! .
2- و لماذا كان الطوسي يخفي أسماء شيوخ الرواي و تلاميذه ؟
أقول لكي لا يتفطن العلماء لان هذا الشيخ أو هذا الرواي كان يروي عن أناس لم يلقهم , و إلا لماذا نراه كان يخفي هذا ؟! .
3- و لماذا كان الطوسي يخفي لنا القصص و المواقف من حياة رواة الشيعة ؟
أقول : لأنهم أفسد خلق الله و أكذبهم و لهذا اخفى عنا ذكر النوار من مروياتهم وحكاياتهم
لأنها كما يقال لا تشرف , ولو كان فيها الشرف و الرفعة لم يتركها الطوسي , بل لأذاعها و نشرها ولكنه آثر السكوت لكي يحافظ على دينه
الذي ينقله لنا أهل النفاق و الكذب , و إلا لما اخفى عنا قصصهم و حكاياتهم .


و إليكم نص كلام البهبودي و اعترافاته و كشف لحقيقة الطوسي :



## فائدة نفسية ##
ألف شيخ الطائفة عند الشيعة الطوسي كتابه ( رجال الطوسي )



وقسم الكتاب على الطبقات بذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ثم سرد بقية الأئمة , وختم كتابه هذا في باب عجيب سماه :
(( باب ذكر أسماء من لم يروِ عن واحد من الأئمة ))
فلما تعرض البهبودي لهذا الباب في كتابه (( معرفة الحديث ))
اعترف لنا بحقيقة مهمة - و لا أظنه الوحيد الذي قال بها وليس هذا موضع تفصيله -
ولكن يهمنا هنا رأي البهبودي الذي يرى بان من ذكر في هذا الباب مطعون فيه
أو في كتبه أو غيرها من الطعون وصورة فهرس كتاب الطوسي كالتالي :




اعتراف شرف الدين بتحريف كتاب الذريعة للطهراني ومن يكابر سيقع في مصيبة !!

الحمد لله وبعد :
يعلم الجميع أهمية كتاب الذريعة للطهراني و أنه أحد معالم التشيع المعاصر

لأن المرجعيات الشيعية كلها تجل المؤلف و تجل هذا الكتاب

ولكن يبقى السؤال :

كتاب الطهراني معلم من معالم التشيع المعاصر

فهل وقع فيه تحريف من الشيعة أنفسهم وحرفوه دون علم المؤلف ؟

لأننا نجد أن آغابزرك الطهراني مؤلف كتاب
[[ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ]]
أردج فيه مؤلفات للهندوس و النواصب و من مات قبل الإسلام

في مؤلفي الشيعة !!

كيف ؟

1- هل هو من جهل المؤلف ؟
2- أو هو فعل عن عمد من الطهراني لكي يوهم الناس بكثرة مؤلفات الشيعة ؟
3- أو هو تحريف في الكتاب قام به الرافضة الذين أشرفوا على الكتاب

عن عمد دون علم المؤلف كما يقوله شرف الدين
؟
إليكم الجواب في هذه الصور :





و الله الموفق

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

هربوا من تشبيه الخالق بالمخلوق فوقعوا في تشبيه المخلوق بالخالق !!

المتأمل لأحوال طائفة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية يعرف جلياً وقوعهم في المتناقضات حتى في أهم عقائدهم ،ولكن العجيب في هذه الطائفة أنهم لا يستقرون على حال ولا يقر لهم قرار مما يؤكد مدى التخبط والاضطراب والتناقض الذي تعيشه هذه الطائفة في عقائدها وتاريخها .

فتناقضاتهم عبر التاريخ كثيرة ، بل تناقضاتهم في عقائدهم واضحة جلية .



التجسيم عند الشيعة


الشيعة الإمامية الإثنى عشرية تتشدق دائماً بمحاربة التجسيم والتشبيه بدعوى تنزيه الذات الإلهية ، بينما في حقيقة الأمر أول من أظهر مذهب التجسيم والتشبيه هم الشيعة الإمامية وعلى رأسهم هشام بن الحكم وهشام بن محمد الجواليقي .


قال الدكتور علي سامي النشار وهو من الموافقين للشيعة في بعض عقائدهم : أجمع مؤرخو الفكر الإسلامي القدامى شيعة وسنة ومعتزلة على أن هشام بن الحكم هو أول من قال : " إن الله جسم " وأن مقالة التجسيم في الإسلام إنما تُنسب إليه ، فهو أول من أدخلها أو ابتدعها ، كما نُسِبَ إليه التجسيم أيضاً ) المصدر : نشأة الفكر الفلسفي ( 2 / 173 ) .


بل اعترف إمام الشيعة المامقاني في تنقيح المقال ( 2 / 264 - 301 ) بكثرة الأخبار الواردة عن هشام بن الحكم في التجسيم ، ومنها قوله : إن الله جسم صمدي ، بل توجد رواية عن المعصوم - عند الإثنى عشرية - لم يستطع إخفاءها الكليني في كتابه الكافي : عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّخَّجِيِّ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ ( عليه السلام ) أَسْأَلُهُ عَمَّا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ فِي الْجِسْمِ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ فِي الصُّورَةِ فَكَتَبَ ( دَعْ عَنْكَ حَيْرَةَ الْحَيْرَانِ وَ اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ لَيْسَ الْقَوْلُ مَا قَالَ الْهِشَامَانِ ) ، المصدر : الكافي ( 1 / 105 ) .


بل إن المجلسي وهو ( شيخ إسلام الشيعة ) قد صحح هذه الرواية في مرآة العقول ( 2 / 3 ) ، مع أن المجلسي نفسه هو من يدافع عن هشام بن الحكم وينفي عنه التجسيم ، ولكن لا حياة لـ ( متناقض ) !


انتقال الشيعة من التجسيم إلى التعطيل


حاول الشيعة الهروب من التجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوق فأصبحوا واقعين في تعطيل جميع الصفات الإلهية تبعاً للمعتزلة ، عطل الإثنى عشرية جميع الصفات اتباعاً لمذهب المعتزلة ، وقد اعترف ابن المطهر - المعروف بـ ( العلامة الحلي ) وهو الذي رد عليه ابن تيمية في المنهاج - بأن مذهب الإثنى عشرية في الصفات هو مذهب المعتزلة ، المصدر : نهج المسترشدين ص 32 .


بل إن الطبطبائي اعترف بأنه كمذهب الفلاسفة ، المصدر : مجالس الموحدين في أصول الدين ص 21 .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية ملخصاً موقف الرافضة من الصفات الإلهية عبر التاريخ : ثم الرافضة حرموا الصواب في هذا الباب كما حرموه في غيره فقدماؤهم يقولون بالتجسيم الذي هو قول غلاة المجسمة ومتأخروهم يقولون بتعطيل الصفات موافقة لغلاة المعطلة من المعتزلة ونحوهم فأقوال أئمتهم دائرة بين التعطيل والتمثيل لم تعرف لهم مقالة متوسطة بين هذا وهذا ) ، فهذا مذهب الرافضة في الصفات الإلهية باختصار : تجسيم وتشبيه ثم تعطيل موافقة للمعتزلة ، وحدد لنا شيخ الإسلام ابن تيمية الفترة التي تحولت فيها عقائد الشيعة الإمامية إلإثنى عشرية من التجسيم إلى قول المعتزلة في تعطيل الصفات : ولكن في أواخر المائة الثالثة دخل من دخل من الشيعة في أقوال المعتزلة كابن النوبختي ... وأمثاله وجاء بعد هؤلاء المفيد بن النعمان وأتباعه ولهذا تجد المصنفين في المقالات كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا عن بعض متأخريهم وإنما يذكرون عن بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره ) ، المصدر : منهاج السنة النبوية ( 1 / 72 ) .


وهذا من الاضطراب والتناقض عند الشيعة الإثنى عشرية في عقائدهم كما ذكرتُ في أول الموضوع .


هروب الشيعة من تشبيه الخالق بالمخلوق إلى تشبيه المخلوق بالخالق


كما أوضحنا قبل قليل كيف أن الشيعة تناقضوا فهربوا من التجسيم والتشبيه إلى التعطيل ، ولكن عقيدة التجسيم والتشبيه لا زالت راسخة في قلوبهم ، وهذا يتضح بالنقاط التالية :


أولاً : جعلوا النبي عليه الصلاة والسلام والأئمة معصومين في كل شيء حتى من السهو والنسيان ، ومن المعلوم أن الله عز وجل له العصمة الكاملة فلا يزل ولا ينسى ، والغريب أن الشيعة الإمامية الأوائل نفوا السهو عن النبي عليه الصلاة والسلام :


قال ابن بابويه القمي ( ت 329 ) : إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وسلم ) المصدر : من لا يحضره الفقيه ( 1 / 234 ) .

وأقر شيخهم المجلسي ( ت 1111 هـ ) : ( بدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو منهم ) المصدر : ( بحار الأنوار: 25 / 351 ) .

ولكن ما لبث المجلسي أن ناقض نفسه موحياً بتناقض الشيعة الإمامية في العصمة ووقوع السهو من الأئمة قائلاً : المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز ) ، لأن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية المتأخرين قد ناقضوا أئمتهم المتقدمين فنفوا حتى السهو عن الأئمة : يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص 19 : نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لا يزال محفوظًا لهم، لأن الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ) ، وقد قرر شيخهم محسن الأمين أن منكر ما هو ضروري في التشيع كافر عندهم ، ومع أن ابن بابويه القمي قد وصف نفاة السهو بالغلو والتفويض ، ولكن لا مانع عند الشيعة أن يكون هذا الغلو والتفويض من ضروريات المذهب : قال آية الله العظمى المامقاني : إن ما يعتبر غلواً في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب ) المصدر : تنقيح المقال ( 3 / 240 ) ، وهكذا ! ، فالعقائد عند الشيعة الإثنى عشرية تتبدل وتغيير و ( تتحرف ) وما كان غلواً في السابق فهو من ضرورات المذهب ومن علامات ( الموالاة لأهل البيت ) .

ثانياً : تفضيل الأئمة الإثنى عشر على الأنبياء - دون محمد عليه الصلاة والسلام - بل حتى على الملائكة .


مع أنه يوجد في الكافي للكليني رواية أن هشام الأحول سأل أبا جعفر: «جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال: بل الأنبياء ) ، المصدر : الكافي ( 1 / 174 ) ح رقم 5 كتاب الحجة : باب الإضطرار إلى الحجة ) .


وصحح المجلسي الرواية فقال : ( موثق كالصحيح ) مرآة العقول ( 2 / 277 ) .


ولكن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية يناقضون هذه الروايات كعادتهم في تناقضهم في عقائدهم .


قال الخميني : وينبغي العلم أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ) ، المصدر : الحكومة الإسلامية ص 52 .


بل ألف بعض علماء الشيعة في تفضيل الأئمة على الأنبياء عدة كتب منها :


1 - كتاب ( تفضيل الأئمّة على الأنبياء ) .


2 - كتاب ( تفضيل علي عليه السّلام على [ أولي العزم من الرّسل ] ) .


كليهما لشيخهم هاشم البحراني ، المتوفّى سنة 1107 هـ .


بل إن المجلسي نفسه عقد باباً في بحار الأنوار في أن الأئمة أفضل من الأنبياء وأن الأنبياء ما كان الله ليستجيب دعاءهم لولا توسلهم واستشفاعهم بالأئمة . 

ولكن يناقضهم قول محمد آل كاشف الغطاء فيقول : فالإمام في الكمالات دون النبي وفوق البشر ) ، المصدر : أصل الشيعة وأصولها ص 214 .


ومعه أيضاً : محمد كاظم الهزار في كتابه : ( تفضيل الأئمّة على غير جدّهم من الأنبياء ) .


ومعه أيضاً : المجلسي - شيخ التناقضات الشيعية - في كتابه : ( تفضيل أمير المؤمنين علي على من عدا خاتم النّبيّين ) .


فأصبح الموالون في حيص بيص ، والتناقضات لا تنتهي ، لأن الشيء من معدنه لا يُستغرب .


ثالثاً : بل جعلوا الأئمة الإثنى عشر يتصرفون في جميع ذرات الكون .


يقول في كتاب الحكومة الإسلامية ص 52 : إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون ) .


السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماذا بقي لله عز وجل ؟!

وأخيراً : خلاصة ما عند الشيعة الإمامية من رواياتهم وأقوال علمائهم في اعتقادهم في الأئمة :


* الأئمة هم أسماء الله الحسنى. وهم وجه الله هم جنب الله هم يد الله القادرة .


*الأئمة أفضل من أنبياء الله .


* للأئمة مقام عظيم وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون ، وهذا المقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل .


* الأئمة يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء وهذا الفرق بينهم وبين الأنبياء الذين يعلمون ما كان ولا يعلمون ما يكون .


* الأئمة يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا متى يشاءون .


* الأئمة يعلمون الغيب مطلقا لكن الله يجوز عندهم أن يوصف بالبداء. يعني يظهر له خلاف ما كان يعلمه فبدا له في إسماعيل بن الهادي .


* يجوز دعاء غير الله لقضاء الحوائج وكشف الكرب والنوازل .


* الأئمة هم المحاسبون للخلق يوم القيامة. فإلى الخلق إيابهم وحسابهم عليهم وفصل الخطاب عندهم .


* لا يجوز على الله أن يصف نفسه بأن له يدا ووجها ولا يجوز أن يصف نفسه بأنه يجيء ويستوي على العرش .


* الرسول لم ينجح في تربية أصحابه ولا أزواجه مع أن الله وصفه بأنه قدوة وأنه على خلق عظيم. وإنما نجح الخميني أكثر من رسول الله .


لذا لا نستغرب أبداً أن يقوم الشيعة بعبادة هؤلاء الأئمة من دون الله وجعلهم أرباباً من دون الله .


وأختم موضوعي بآية من كتاب الله : أأربابُ متفرقون أم الله الواحد القهار } ؟!

نبذة بسيطة عن تطور التشيع

الشيعة المتقدمون لم يكن فيهم من يطعن في الشيخين ( أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ) :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ( 1 / 4 ) :

ولهذا كانت الشيعة المتقدمون، الذين صحبوا علياً، أو كانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الآوائل والأواخر ) .

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( 1 / 459 ) :

والتشيع محبة على وتقديمه على الصحابة فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو ) .

وهذه أمثلة بسيطة من كلمات العلماء حول تطور التشيع ، وأنهم يفرقون بين التشيع والرفض .

والشيعة ليسوا على درجة واحدة :

1 - الشيعة المتقدمون : يقدمون علياًّ على عثمان رضي الله عنهما ، ولا يقدمونه على الشيخين رضي الله عنهما !!

وبقي منهم في العصر الحاضر : الزيدية ، فهم لا يقدمون علياًّ على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما !!

2 - الشيعة المتأخرون : وهم ( الرافضة ) الذين جاءوا بعد القرن الثالث الهجري أمثال المفيد وأشكاله .

فهؤلاء طعنوا في الصحابة وفضلوا علياًّ على الشيخين ، واختلطت مذاهبهم بمذاهب المعتزلة وانتقلوا من التجسيم إلى التعطيل :


وقد اعترف ابن المطهر - المعروف بـ ( العلامة الحلي ) وهو الذي رد عليه ابن تيمية في المنهاج - بأن مذهب الإثنى عشرية في الصفات هو مذهب المعتزلة ، المصدر : نهج المسترشدين ص 32 .


بل إن الطبطبائي اعترف بأنه كمذهب الفلاسفة ، المصدر : مجالس الموحدين في أصول الدين ص 21 .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية ملخصاً موقف الرافضة من الصفات الإلهية عبر التاريخ :


ثم الرافضة حرموا الصواب في هذا الباب كما حرموه في غيره فقدماؤهم يقولون بالتجسيم الذي هو قول غلاة المجسمة ومتأخروهم يقولون بتعطيل الصفات موافقة لغلاة المعطلة من المعتزلة ونحوهم فأقوال أئمتهم دائرة بين التعطيل والتمثيل لم تعرف لهم مقالة متوسطة بين هذا وهذا ) .


وحدد لنا شيخ الإسلام ابن تيمية الفترة التي تحولت فيها عقائد الشيعة الإمامية إلإثنى عشرية من التجسيم إلى قول المعتزلة في تعطيل الصفات :


ولكن في أواخر المائة الثالثة دخل من دخل من الشيعة في أقوال المعتزلة كابن النوبختي ... وأمثاله وجاء بعد هؤلاء المفيد بن النعمان وأتباعه ولهذا تجد المصنفين في المقالات كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا عن بعض متأخريهم وإنما يذكرون عن بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره ) ، المصدر : منهاج السنة النبوية ( 1 / 72 ) !!


وطبعاً توجد فرق أخرى للشيعة منها ما انقرض ومنا ما بقي حتى الآن مثل الإسماعيلية والنصيرية .


وارجع إلى كتاب ( فرق الشيعة ) للنوبختي لتجد فيه تطور الشيعة وتفرقهم إلى فرق عبر التاريخ .

تساهل الحاكم في تصحيح الأحاديث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أود في هذا الموضوع أتكلم عن مسألة تكلم عليها علماء الحديث ، ألا وهي تساهل الحاكم في التصحيح :

ولكن قبل ذلك أود أن أذكر بعض المعلومات التعريفية بالحاكم :

الاسم : محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري .

الكنية : أبو عبد الله .

سنة المولد : 321 هـ

سنة الوفاة : 403 هـ

من شيوخه وتلاميذه : الحافظ الدارقطني ، أخذ منه وحدث عنه .

ومن تلاميذه : البيهقي وأبو يعلى الخليلي وأبو ذر الهروي .

المذهب العقدي : راجع موضوع : ( هل الحاكم والنسائي شيعة ؟! ) .

المذهب الفقهي : شافعي .

منزلته عند أهل العلم : من كبار علماء الحديث ، قال عنه الذهبي : ( الامام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين ) .

أقوال العلماء في تساهل الحاكم في تصحيح الأحاديث :

1 - قال الذهبي في ميزان الاعتدال ( 3 / 608 ) :

يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك ) .

2 - وصرح الحافظ ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث ص 11 :

وهو واسع الخطو في شرط الصحيح ، متساهل في القضاء به ) .

3 - قال النووي في المجموع شرح المهذب ( 7 / 64 ) :

الحاكم متساهل كما سبق بيانه مراراً ) .

4 - بل إن الزيلعي وهو فقيه حنفي قد قال في نصب الراية ( 1 / 360 ) :

الحاكم عرف تساهله وتصحيحه للأحاديث الضعيفة بل الموضوعة ) .

وقال في في نصب الراية : ( 1 / 344 ) : ( وتصحيح الحاكم لا يعتد به ) .


5 - قال الكشميري في كتابه العرف الشذي ( 1 / 285 ) عن الحاكم :

متساهل في حق الرواة في مستدركه ) .

6 - يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 22 / 426 ) :

وكثيرا ما يصحح الحاكم أحاديث يجزم بأنها موضوعة لا أصل لها ) .


وقال في الفتاوى الكبرى ( 1 / 97 ) :

( إن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح ، حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما (وهما من المتساهلين) بلا نزاع ، فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما ( وهما من أشد المتساهلين من المتقدمين ) ، بل تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مُختارته، خيرٌ من تصحيح الحاكم. فكتابه في هذا الباب خيرٌ من كتاب الحاكم بلا ريب عند من يعرف الحديث. وتحسين الترمذي أحياناً (رغم تساهله الشديد) يكون مثل تصحيحه أو أرجح. وكثيراً ما يُصَحِّحِ الحاكمُ أحاديثَ يُجْزَمُ بأنها موضوعة لا أصل لها ) .

ويقول أيضاً في مختصر الفتاوى المصرية ( 1 / 41 ) :

الحاكم متساهل في باب التصحيح حتى إنه يصحح ما هو موضوع فلا يوثق بتصحيحه وحده حتى إن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني بلا نزاع بل دون تصحيح ابن خزيمة وأبي حاتم ابن حبان بل تصحيح الحافظ أبي عبدالله محمد ابن عبد الواحد المقدسي في المختارة خير من تصحيح الحاكم بلا ريب وتحسين الترمذي أحيانا يكون مثل تصحيحه أو أرجح ) .

7 - قال السندي في حاشيته على سنن النسائي ( 1 / 27 ) :

تساهل الحاكم في التصحيح معروف وقوله على شرط الشيخين غلط ) .

8 - قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ( 1 / 153 ) :

وقد عرف تساهل الحاكم في تصحيح الأحاديث المدخولة ) .

9 - قال المناوي في فيض القدير بشرح الجامع الصغير ( 1 / 35 ) .

وقد تساهل الحاكم فيما استدركه على الشيخين لموته قبل تنقيحه ) .

10 - ونقل ذلك عن النسائي ( 4 / 459 ) .

11 - قال اللكنوي في الأجوبة الفاضلة ص 161 :

وكم من حديث حكم عليه الحاكم بالصحة وتعقبه الذهبي بكونه ضعيفا أو موضوعا: فلا يعتمد على المستدرك للحاكم ما لم يطالع معه مختصره للذهبي ) .

12 - قال الشيخ محمد بن سليمان الفقيه في الكشف المبدي ( 1 / 189 ) :

فإنّ تساهل الحاكم لا يخفى على مَن له أدنى إلمام بهذا الفنّ ) أي في علم الحديث .

13 - قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ( 1 / 200 ) :

وتساهل الحاكم في التصحيح معروف ) .

وقال أيضاً في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 157 ) :

وكل خبير بهذا العلم الشريف يعلم أن الحاكم متساهل في التوثيق والتصحيح ولذلك لا يلتفت إليه ، ولا سيما إذا خالف ) .

14 - قال ابن القيم في الفروسية ص 52 :

... وبالجملة : فتصحيح الحاكم لا يستفاد منه حسن الحديث ألبتة، فضلاً عن صحته ) .

15 - قال الخطيب البغدادي :

أنكر الناس على الحاكم أحاديث زعم أنها على شرط الشيخين ) .

قال إبراهيم دسوقي الشهاوي صاحب كتاب ( مصطلح الحديث ) (ص17) : 

اتفقوا على أن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان ، وصحيح ابن حبان أصح من مستدرك الحاكم ؛ لتفاوتهم في الاحتياط ) .

تنبيه : 

التساهل عند الحاكم قد حصره العلماء في كتابه ( المستدرك على الصحيحين ) فقط ، أما باقي كتبه فلم يتهمه أحد بالتساهل فيها :

قال المعلمي :

( هذا وذكرهم للحاكم بالتساهل إنما يخصونه بالمستدرك فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحد بشيء مما فيها فيما أعلم ) ، التنكيل ( 1 / 561 ) .

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

تناقضات ( العلامة الحلي ) الواضحات الظاهرات في علم الجرح والتعديل ــــــــــ [ صورة ]


الحمد لله تعالى , , والصلوات الطيبات الزاكيات المباركات على محمد وآله تتوالى . . .


موقف طريف جعلني أبتسم , ذلك أني رأيت بعض أصدقائي من الإثني عشرية ينقلون بعض المواضيع يظنون أنها حقا , ويظنون أنهم بهذا سيأخذون الأجر والثواب على نقلهم هذه المواضيع . . .

لم أكن أبتسم على تصرف هؤلاء , فأني ارجوا لهم ولي الهداية , لكني أبتسمت من هذه المواضيع التي يظهر فيها الكتابة الإنتقامية التي منشأها الكراهية والحقد والغل - سلمنا الله وإياكم من هذه الأمراض -

أصحاب هذه المواضيع فقدوا توازنهم فأصبحوا يكتبون بشكل عشوائي تشويشي . . .

وكانت كتاباتهم عن ( علم الجرح والتعديل عند السنة ) . . .

هذا العلم الذي أعترف علماء الشيعة الإثني عشرية أنفسهم بسبق السنة وتقدمهم فيه . . شهدوا بذلك وهم مخالفون . . .

وهذه مجموعة من المواضيع سريعا . . .


آية الله : السنة بذلوا جهود (كبيرة) وموضوعات (جيدة)و(معظم )مجاميع قدماء الشيعة(تلفت)!


وهم مع إعترافهم بتقدم السنة وأنهم فرسان هذا الميدان أقروا بحقيقة مهمة نشكرهم على الإعتراف بها . .


المحقق محمد أكبر الغفاري : لمدة ( 700 ) سنة لم يكن الإثني عشرية يهتمون بالراوي ــ !!

( إعتراف ) العلامة الإثني عشري مدير شانجي : علم الحديث مهجور في واقع الأمر [صورة ]

العلامة شانجي: للأسف لاأعرف كتاباً للشيعة في بعض مجالات علوم الحديث مثل تاريخ الحديث!



وكلمات علماء الإثني عشرية في هذا المقام معروف مشهور لا نحب تكراره , كقول الحر العاملي : بل هو مأخوذ من كتبهم أو من العامة كما هو ظاهر بالتتبع , وكإعتراف المحقق الكركي , والكلمات في هذا تطول جدا جدا والباحث يجدها في مضانها . . . 


الشاهد : أن هؤلاء المتحمسين لنصرة مورثهم الذي ظنوه حقا , اجتالتهم العصبية فأصبحوا يظلمون مخالفيهم ولا يعدلون , يلتقطون عبارة من هنا وهناك , ليشككوا في هذا العلم العظيم الذي شهد له مخالفوه قبل أصحابه ! وظنوا أن محاولتهم بان يذكر أحد علماء السنة راوي ما ويقول أنه ضيف ثم يقول عن نفس الراوي أنه ثقة أن هذا مسقط للعلم ورافع الثقة عن العلماء !


أقول : بغض النظر عن تفصيل هذا الإشكال والجواب عليه إلا أننا نقول لو تم ما قالوه وصح ما فهموه وجارينهم وتنزلنا معهم في ما عقلوه , للزمهم ما يريدوا أن يلزموا به مخالفيهم , ولا مقارنة بيننا وبينهم 



الصورة : 

هذه الصورة تم تعديل أبعادها. أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الأصلية. الأبعاد الأصلية لهذه الصورة هي 886 في 670





المكتوب :


التحرير الطاووسي - الشيخ حسن صاحب المعالم - هامش ص 41

أما العلامة فقد قال في القسم الأول من رجاله : 141 - 142 رقم 22 ضمن ترجمته : " اختلف علماؤنا في شأنه . . والأقوى عندي قبول روايته " ، إلا أنه قال في ترجمة " بكر ابن محمد الأزدي " الواردة في رجاله : 26 رقم 2 : " قال الكشي : قال حمدويه : ذكر محمد ابن عيسى العبيدي بكر بن محمد الأزدي فقال : خير ، فاضل وعندي في محمد بن عيسى توقف " . وهذا تناقض ظاهر منه رحمه الله وستأتي ترجمته تحت رقم 387 فراجع . أ.هـ


أقول : 

1- أردنا أن نبين لعقلاء الشيعة قبل غيرهم المفارقة العجيبة التي يتعامل بها المشككون ! و ليس هذا النص هدفنا منه التشويه والإستهزاء والسخرية كما يفعلون .

2- لاحظ أننا لم نكتفي في إثبات التناقض بأن الحلي قال مرة بقبول روايته ومرة بالتوقف فيها , بل ذكرنا إعتراف علماء الإثني عشرية أنفسهم بأن ( العلامة ) قد ( تناقض ) والتفتوا أنه لم يقتصر بدعوى بالتناقض بل قال ( تناقض ظاهر ) فأضاف كلمة ( ظاهر ) إلى التناقض ! !


3- قوله ( وهذا تناقض ظاهر منه رحمه الله ) أهذا الإنصاف ! العلامة الحلي ( يترحم عليه ويلتمس العذر له ) أما علماء السنة ( يلعنون ويستهزأ ويسخر بهم !! ) أهذا يقبله عقلاء المخالفين ؟! لا أظن . . فهناك منصفين سيشهدون بالحق ( اتمنى هذا )




وترقبوا . . .

هل الحاكم والنسائي شيعة ؟!

مسألة علمية تستحق البحث والتأمل .

يثيرها الشيعة من أجل مبدأ ( تكثير السواد ) .



وسيتبين لنا بإذن الله تحقيق هذه المسألة :

أولاً : الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب ( السنن ) :

قال عنه الذهبي : (ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة، إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الامام علي، كمعاوية وعمرو، والله يسامحه.) سير أعلام النبلاء .

قول الحافظ الذهبي بأن النسائي فيه تشيع ليس بصحيح ، لأنه لا دليل عليه .

بل يوجد دليل على عظم مكانة معاوية رضي الله عنه عند الحافظ النسائي رحمه الله :

قال الحافظ النسائي رحمه الله في معاوية رضي الله عنه :

إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة ؛ إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال : فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة ) ، المصدر : تهذيب الكمال ( 1 / 339 ) .


ثانياً : الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم صاحب ( المستدرك على الصحيحين ) :

قال الذهبي : (وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا قال بن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ثم قال بن طاهر كان شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه قلت اما انحرافه عن خصوم علي فظاهر واما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه) سير أعلام النبلاء .

قول ابن طاهر بأنه شديد التعصب بالباطن هو حكم بالباطن ، ولا يُقبل منه ، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر .

وقول إسماعيل الأنصاري أن الحاكم رافضي خبيث قد رد عليه الذهبي نفسه بأنه شيعي لا رافضي .

وحتى وصفه بالتشيع فيه نظر لما يلي :

1 - الشيعة المتقدمون يقدمون علياً على عثمان رضي الله عنهما .

وأما الحاكم فإنه يقدمهم مثل تقديم أهل السنة والجماعة ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ) بهذا الترتيب :

قال الحاكم في معرفة علوم الحديث ( 1 / 43 ) عندما تكلم عن الصحابة في النوع السابع :

( ... فأولهم قومٌ أسلموا بمكة مثل : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم ) .

فهو قد رتبهم بحسب ترتيبهم في الخلافة والتفضيل عند أهل السنة والجماعة .

2 - قول ابن طاهر : ( وكان منحرفاً عن معاوية وآله ) ، وقول الحافظ الذهبي : ( أما إنحرافه عن خصوم علي فظاهر ) ، غير صحيح .

وإليك تبويب الحاكم في كتابه في المستدرك على الصحيحين وكيف تعامل مع خصوم علي رضي الله عنه :

( ذكر مناقب حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته الزبير بن العوام ... ) .

ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه ) .

ذكر مناقب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ) .

وانظر ماذا قال في عائشة رضي الله عنها :

( فأول من نبدأ بهن الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما ) .

فأي شيعي يعقد في مناقب هؤلاء فصولاً في كتابه ؟!

وقال في حق أبي هريرة رضي الله عنه :

قد تحريب الابتداء من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه لحفظه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وشهادة الصحابة والتابعين له بذلك ، فإن أول كل من طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا ، فإنهم من أتباعه وشيعته إن هو أولهم وأحقهم باسم الحفظ ) .

وقد ترضى الحاكم على معاوية في أحد الأحاديث التي رواها عنه وصحح حديثاً رواه عنه فقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، انظر المستدرك ( 2 / 325 ) .

فهل يقول بذلك شيعي متقدم فضلاً عن متأخر ؟!

وأخيراً : كلمات بعض علماء الشيعة وباحثيهم في تشيع الحاكم النيسابوري :

1 - قال أبو الفضل حافظيان البالبلي وهو يرد على حسن الصدر في تشيع الحاكم :

تجدر الإشارة إلى أن انتماء الحاكم النيسابوري إلى المذهب الشيعي غير متفق عليها ، وثمة شكوك حولها ) ، مسائل في دراية الحديث ( 1 / 14 ) .

2 - وقال العالم الشيعي علي الميلاني عن الحاكم النيسابوري :

هو من كبار أهل السنة ، بل أساطينهم ، ومن صدور علمائهم ، بل سلاطينهم ) ، نفحات الأزهار ( 14 / 160 ) .

3 - وقال جعفر السبحاني في الرد على من قال أن الحاكم من مصنفي دراية الحديث في الشيعة لكي ينسبوا لأنفسهم الأسبقية على أهل السنة في التصنيف في دراية الحديث :

لا يصح لنا عَدُّهُ ممن ألف من الشيعة في هذا المضمار ، فضلاً عن كونه أولاً المؤلفين فيه ) ، أصول الحديث وأحكامه ص 11 .

4 - قال آغا بزرك الطهراني :

ويُحكى الجزم بتشيعه عن ابن تيمية أيضاً ، لكنه احتمل جمعٌ من الأعلام أن رمي هؤلاء بالتشيع لإرادة إبطال احتجاج الشيعة بما أورده في مستدركه وغيره مما يضر بعقائدهم ، وهو غير بعيد ، فراجعه ) ، الذريعة ( 2 / 199 ) .

5 - وقال الشيخ الشيعي المعاصر حسين المعتوق عن الحاكم :

وتهمته بالتشيع ، وكذا الرفض على حد تعبيرهم ، لا شك في بطلانها وعدم صحتها ، وذلك :

أولاً : لأن المعروف من حال الحاكم أنه من أهل السنة وأعلامهم ، بل ومن كبار أئمتهم ... ) ، الإنصاف في مسائل الخلاف ( 1 / 44 ) .

6 - وقال ثامر هاشم حبيب العميدي :

إن الحاكم نفسه متنازع فيه بين الشيعة والعامة ، إذ لم يثبت - بنحو القطع على كثرة ما قيل حوله - انتماؤه إلى أحد الفريقين ، وإن كان ظاهر مستدركه عدم الاعتقاد بالتشيع ) ، بحثه المنشور بعنوان ( تاريخ الحديث وعلومه ) من مجلة ( تراثنا ) الجزء 47 الصفحة 248 .

فائدة : الحاكم النيسابوري الحاكم النيسابوري على جلالته في علم الحديث عند أهل السنة ومذكورٌ في كتبهم ، فهو لم يُذكر في كتب الرجال الشيعية :

قال الشاهرودي عند ترجمة الحاكم : ( لم يذكروه ) ، مستدركات علم الرجال ( 7 / 170 ) .

أخطاء ابن الجوزي وأوهامه ، وكتابه ( الموضوعات )

قبل سرد أقوال العلماء في أخطاء ابن الجوزي وأوهامه ، أود أن التعريف بالحافظ ابن الجوزي :

الاسم : جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيدالله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن الفقيه عبد الرحمان ابن الفقيه القاسم بن محمد ابن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري .

إذن : ابن الجوزي يرجع إلى الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

الكنية : أبو الفرج .

اللقب : حامل لواء الوعظ .

مكانته عند العلماء : كان رأسا في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديها، ويسهب، ويعجب، ويطرب، ويطنب، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيم بفنونه، مع الشكل الحسن، والصوت الطيب، والوقع في النفوس، وحسن السيرة، وكان بحرا في التفسير، علامة في السير والتاريخ، موصوفا بحسن الحديث، ومعرفة فنونه، فقيها، عليما بالاجماع والاختلاف، جيد المشاركة في الطب، ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار، وإكباب على الجمع والتصنيف، مع التصون والتجمل، وحسن الشارة، ورشاقة العبارة، ولطف الشمائل، والاوصاف الحميدة، والحرمة الوافرة عند الخاص والعام، ما عرفت أحدا صنف ما صنف .

أبرز مؤلفاته : 

1 - في الحديث : الموضوعات .

2 - في التفسير : زاد المسير .

3 - في الوعظ : صيد الخاطر .

4 - في التاريخ : المنتظم .

5 - في التراجم : مناقب الإمام أحمد .

عدد مؤلفاته : وجد بخطه قبل موته أن تواليفه بلغت مئتين وخمسين تأليفاً .

سنة المولد : سنة 519 هـ .

سنة الوفاة : سنة 597 هـ

المصدر : سير أعلام النبلاء للذهبي ( 21 / 365 - 384 ) .

أقوال أهل العلم في وقوع ابن الجوزي رحمه الله في الأخطاء والأوهام :

قال بعض أهل العلم :

كان كثير الغلط فيما يصنفه ، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره ) .

قال الذهبي معلقاً :

هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة ، وأخذ العلم من صحف ، وصنف شيئاً لو عاش عمراً ثانياً ، لما لحق أن يحرره ويتقنه ) ، المصدر : سير أعلام النبلاء ( 21 / 378 ) .

وقال أيضاً :

نعم ، له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر ومن أن جُل علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي ) ، المصدر : تذكرة الحفاظ ( 4 / 95 ) .

وقال ابن حجر العسقلاني معلقاً على خطأ لابن الجوزي في ترجمة ثمامة بن أشرس المعتزلي :

دلت هذه القصة على أن ابن الجوزي حاطب ليل لا ينقد ما يحدث به ) ، المصدر : لسان الميزان ( 3 / 84 ) .

من أقوال العلماء في تساهل الحافظ ابن الجوزي في كتابه ( الموضوعات ) :

1 - قال الحافظ ابن الملقن :

وله في هذا الكتاب أشياء تساهل في دعوى وضعها ، وحقها أن تذكر في الأحاديث الضعيفة بل (بعضها ) حسن أو صحيح . وقد أنكر غير واحد عليه فعله في هذا التصنيف ) ، المصدر : البدر المنير ( 4 / 241 ) .

2 - قال الحافظ الشوكاني عن ابن الجوزي :

فإنه تساهل في موضوعاته حتى ذكر فيها ما هو صحيح فضلاً عن الحسن فضلا عن الضعيف وقد تعقبه السيوطي بما فيه كفاية ) ، المصدر : الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ( 1 / 4 ) .



3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني ( ت 728 هـ ) :

فإن الموضوع في اصطلاح أبي الفرج هو الذي قام دليل على أنه باطل وإن كان المحدث به لم يتعمد الكذب بل غلط فيه ولهذا روى في كتابه في الموضوعات أحاديث كثيرة من هذا النوع وقد نازعه طائفة من العلماء في كثير مما ذكره وقالوا إنه ليس مما يقوم دليل على أنه باطل بل بينوا ثبوت بعض ذلك لكن الغالب على ما ذكره في الموضوعات أنه باطل باتفاق العلماء ) ، المصدر : مجموع الفتاوى ( 1 / 248 ) .

4 - وقال الحافظ السيوطي ( ت 911 هـ ) :

وقد نبه الحافظ قديماً وحديثاً على أن فيه تساهلاً كثيراً وأحاديث ليست بموضوعة ، بل هي من وادي الضعيف ، وفيه أحاديث حسان ، وأخرى صحاح ، وفيه حديث من صحيح مسلم ، ووجدتُ فيه حديثاً من صحيح البخاري برواية حماد بن شاكر ، وآخر فيه في البخاري برواية صحابي آخر غير الذي أورد فيه ، وقد قال شيخ الإسلام ابن حجر عن تساهله : [ وتساهل الحاكم في (المستدرك) أعدم النفع بكتابيهما ، إذ ما من حديث فيهما إلا ويمكن أنه مما وقع في التساهل ، فلذلك وجب على الناقذ الإعتناء بما نقله منهما من غير تقليد لهما ) ، المصدر : تدريب الراوي الجامع لأخلاق الراوي والسامع ( 1 / 278 ، 279 ) .

بين الآمدي وابن تيمية ... في الرد على الرافضة ..!

عندما كتبتُ رسالة " شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيًا " في الرد على الجهلة الذين اتهموا شيخ الإسلام بالفرية السابقة ، بينتُ أنه رحمه الله عند رده على الرافضة كان بين خيارين :الأول : أن يلزم الأسلوب المشهور عند العلماء ؛ وهو أسلوب الدفاع عن الصحابة ، وتفنيد مفتريات الرافضة عليهم . فكلما أوردوا شبهة كشفها وردها . وهذا أسلوب لايجدي مع أمثالهم ممن دينهم الكذب والجرأة على خير الأمة بعد رسولها صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن يلجأ لأسلوب ( الإلزام ) ، ومواجهة شبهات الرافضة وأباطيلهم بشبهات الخوارج والنواصب لكي يُسكت الطائفتين . وقد ذكر أن هذا منهجه في ردوده المتنوعة ؛ كما في درء التعارض .
فكلما أورد الرافضة شبهة على أحد الصحابة .. رد عليهم الشيخ بأن هذا أو مثله يلزمهم في علي - رضي الله عن الجميع .
وبهذا يضمن تبكيتهم وقمعهم عن التطاول .
وقد نجح الإمام في مهمته أيما نجاح .. وأصبح من بعده عالة على رده ؛ لما رأوا من تميزه وأثره .

ولكن البعض من المتعجلين ( أو الحاقدين على الشيخ ! ) لم يفهم هذا الأمر حق فهمه ، فصعب عليه ، وظن في الشيخ الظنون . فأصبح يحاكم الشيخ بكلماته ( الإلزامية ) للرافضة ، متعاميًا عن نصوصه الصريحة الواضحة .
فضل وأضل ..

وقد بينتُ في الرسالة السابقة أن هذا الخيار والمسلك جادة مطروقة بين العلماء في ردودهم على المخالفين ؛ وذكرتُ إلزام الباقلاني الأشعري للنصارى لما طعنوا في عائشة - رضي الله عنها - بما قاله اليهود في مريم - عليها السلام - ؛ حتى أفحمهم .

ثم عثرتُ على مثال آخر يشهد لما ذكرت في كتاب الآمدي الشافعي الأشعري ! ( أبكار الأفكار ) الذي طُبع حديثًا في خمسة مجلدات .
فقد قال عند رده على الرافضة في اتهامهم عثمان رضي الله عنه بأنه ضرب عمارًا رضي الله عنه ( 5 / 279 - 280 ) :
(( ماذكروه لازم على للشيعة ؛ حيث أن عليًا رضي الله عنه قتل أكثر الصحابة في حربه ، فلئن قالوا : إنما قتلهم بخروجهم عنه ، وافتئاتهم عليه . قلنا : فإذا جاز القتل دفعًا لمفسدة الافتئات على الإمام ؛ جاز التأديب أيضًا )) !!
فهل من متعظ ؟!

الشيعي ( حسن الصفار ) والكذب على ( الشيخ الألباني ) ..!!

كنتُ أعتقد أن ما اشتُهر عن الشيعة من أنهم أكذب الناس خاصٌ بغلاتهم دون المثقفين المعاصرين منهم ، الذين بسبب ثقافتهم العصرية وتنورهم سيتنزهون عن هذه الخصلة الذميمة التي اتصف بها أسلافهم .

ولكن الأستاذ الشيعي الشهير ( حسن الصفار ) خيب ظني !!

لأني وجدته قد مارس هذه الخصلة الذميمة في أحد كتبه ، مفتريًا على أحد أعلام أهل السنة المعاصرين : ( الشيخ الألباني - رحمه الله - ) .

فعلمتُ صدق مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الخبير بمذهب القوم ؛ عندما قال : ( ليس في أهل الأهواء أكثر كذبًا من الرافضة ) ( منهاج السنة ، 7/41) .

يقول الصفار في كتابه " علماء الدين : قراءة في الأدوار والمهام " ( ص 213-215) :
( وقبل فترة بسيطة اطلعت على كتاب طبع مؤخرا تحت عنوان " الإصابة في تصحيح حديث الذبابة " ، وهو رد على المشككين في صحة حديث يرويه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه كله ثم لينتزعه فان في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء " . وبطريق آخر عن أبي سعيد الخدري أنه قال : " إن أحد جناحي الذباب سم والآخر شفاء ، فإذا وقع في الطعام فأمقلوه، فانه يقدم السم ويؤخر الشفاء " ، علما أن من المشككين فيه أحد أبرز العلماء السلفيين المعاصرين : الشيخ الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة ) انتهى كلام الصفار !!

لما قرأتُ هذا الكلام تعجبتُ من أن يكون الشيخ الألباني قد شكك في هذا الحديث الصحيح !

فرجعتُ إلى الموضع الذي أحال عليه الصفار ( السلسلة الصحيحة ، 1 / 58) ..

فماذا وجدتُ ؟!

لقد وجدتُ الشيخ الألباني - رحمه الله - قد صحح الحديث ورد على من شكك فيه من الرافضة الطاعنين في راويه أبي هريرة - رضي الله عنه - !!

ومن قوله - رحمه الله - :
( أما بعد ، فقد ثبت الحديث بهذه الأسانيد الصحيحة عن هؤلاء الصحابة الثلاثة : أبي هريرة وأبي سعيد وأنس ، ثبوتا لا مجال لرده ولا التشكيك فيه ، كما ثبت صدق أبي هريرة رضي الله عنه في روايته إياه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خلافا لبعض غلاة الشيعة من المعاصرين ، ومن تبعه من الزائغين ، حيث طعنوا فيه رضي الله عنه لروايته إياه ، واتهموه بأنه يكذب فيه على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحاشاه من ذلك ، فهذا هو التحقيق العلمي يثبت أنه برئ من كل ذلك ، وأن الطاعن فيه هو الحقيق بالطعن فيه ؛ لأنهم رموا صحابيا بالبهت ، وردوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد عدم انطباقه على عقولهم المريضة ! ) .

قلتُ : فتأمل جرأة ووقاحة هذا الشيعي في كذبه وافترائه على الشيخ ! ولعله ظن أن قراء كتابه من أفراد طائفته أو من المثقفين ! لن يعودوا إلى المصدر الذي نقل عنه ؛ فهان عليه اقتراف الإثم ؛ لحاجة في نفسه .

فكيف يليق بعاقل أن يثق بمن هذا شأنه ومقدار أمانته ؟!

اعترافات الدكتور ( محسن عبدالحميد ) بأن الأمة فرّطت في ابن تيمية

الدكتور محسن عبدالحميد - وفقه الله - هو رئيس الحزب الإسلامي ( جماعة الإخوان المسلمين ) في العراق - حاليًا - ، وصاحب الكتاب الشهير " أزمة المثقفين تجاه الإسلام في العصر الحديث " . ألف كتابًا آخر قبل سنوات بعنوان " تجديد الفكر الإسلامي " قال فيه ( ص 66-76) - متحدثًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - :

( أعتقد جازماً أن المسلمين في عصر ابن تيمية وما تلاه من عصور لو أدركوا حقيقة ما رمى إليه ابن تيمية من مراجعته التاريخية، لنفضوا حينئذ عن أنفسهم غبار العصور ، ولأدركوا حقائق الإسلام ، ولنهضوا نهضة حضارية علمية اجتماعية كبيرة، ذلك لأن ابن تيمية 
أراد أن يعيد إلى أذهان المسلمين أن الإسلام فرَّق بين عالم الغيب وعالم الشهادة، وأنه أراحهم في عالم الغيب عندما وضع أمامهم الحقائق الغيبية الكلية جاهزة، ثم دعاهم في عالم الشهادة (المادة) إلى تحريك طاقاتهم وتسخير ما في الوجود من القوى، لأنهم خُلقوا من أجل الصراع في عالم المادة، لا الولوج في جزئيات عالم الغيب بأدوات لا يستطيعون أن يتحركوا فيها برؤية واضحة يقينية، زيادة على أن الانشغال بها ضياع للجهد وتمزق في عقيدة الأمة لا دخل له بالصراع في الأرض لإنشاء الحضارة والحفاظ على كرامة الإنسان ومحاربة قوى الطغيان.

إن حركة ابن تيمية إذن أرادت أن تضع المسلمين على خط المنهج الواقعي التجريبـي لصياغة المجتمع المسلم من جديد، ولعدم إدراك علماء زمانه لهذه القضية المصيرية، وتعصبهم ، وانشغالهم بالرد عليه في بعض القضايا الجزئية، فوتوا تلك الفرصة التاريخية الناهضة على المسلمين، وكرَّهوا كتاباته إلى الأجيال المتلاحقة ، حيث ظلت في تأخرها، تفتك بها عوامل الانحطاط والتخلف في مساحات الحياة كلها ) . 


قلتُ :
 صدق الدكتور محسن وأنصف ؛ فقد فرط كثير من الأمة - زمن الشيخ ، بسبب أعدائه -  فيمن يريد تحريره  من الخرافة ، والنأي به عن التشقيقات الكلامية المنشغلة بأمور الغيب ، وتوفير طاقته فيما ينفعه ؛ بعقيدة سلفية ميسرة ، وعمل صالح ، ونصيب من الدنيا ، وجمع كلمة المسلمين على هذا  . ولكن ؛ حيل بين الأمة وانطلاقتها .

ثم كانت الفرصة التاريخية الثانية زمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، الذي أيضًا ناله مانال شيخ الإسلام من تشويه لدعوته السلفية ؛ من أعداء خارجيين أو منتفعين داخليين يريدون للأمة أن تبقى في تخلفها وخرافاتها وتشرذمها .

يقول الأستاذ محمد جلال كشك - رحمه الله - : 
( من حق التاريخ أن يقول : إن الوهابية كانت الفرصة الوحيدة لتوثيق عرى اتحاد المسلمين ، بتوحيد كلمة الإسلام ، وتجديد الدولة ، وإفشال الأوربيين ) . ويقول عن محمد علي باشا الذي حارب الدعوة بأمر من الدولة العثمانية الغارقة في وحل التصوف والتخلف والخرافة : ( إنه يمكن القول بأن محمد علي عندما انتصر في تلك الجولة على الحركة الوهابية ، إنما كان يسحق الإمكانية الوحيدة المتاحة وقتها لتحقيق بعث عربي - إسلامي ، قيام وحدة عربية في دولة مستقلة ، إن لم نقل نواة عربية لدولة إسلامية كبرى ، تُنقذ الشرق كله من المصير الحالك الذي كان يتربص به .. على يد الغرب الاستعماري ) . ( السعوديون والحل الإسلامي ، ص 182، 154 ) . 

لهذا :
 ينبغي للأمة - كي لا تُعيد التجربة المرة وتُكرر الخطأ وُتفرط فيما ينفعها - أن يهب منها علماء وعقلاء وسياسيون يركزون على أمرين :

1- جمعها على عقيدة سلفية ؛ مستقاة من الكتاب والسنة ، بعيدة عن الكلاميات ، والبدع ، والخرافات ، والأخذ على يد من يخالفها . مع الاعتبار بالتاريخ .

2- تشجيع الأمور الدنيوية النافعة ، وفتح باب الاجتهاد فيها ؛ لتنافس الأمة الآخرين ، أو على الأقل يتهيأ لها ما يُغنيها عنهم ، ويحفظ جنابها من تحرش الأعداء وتسلطهم ..

والله الهادي ..


تنبيه :
 لا حرج في استعمال لفظ " الوهابية " إذا كان للإخبار لا للمز ؛ انظر " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب " للدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف - وفقه الله - ( ص 76) .