الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

هل الحاكم والنسائي شيعة ؟!

مسألة علمية تستحق البحث والتأمل .

يثيرها الشيعة من أجل مبدأ ( تكثير السواد ) .



وسيتبين لنا بإذن الله تحقيق هذه المسألة :

أولاً : الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب ( السنن ) :

قال عنه الذهبي : (ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة، إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الامام علي، كمعاوية وعمرو، والله يسامحه.) سير أعلام النبلاء .

قول الحافظ الذهبي بأن النسائي فيه تشيع ليس بصحيح ، لأنه لا دليل عليه .

بل يوجد دليل على عظم مكانة معاوية رضي الله عنه عند الحافظ النسائي رحمه الله :

قال الحافظ النسائي رحمه الله في معاوية رضي الله عنه :

إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة ؛ إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال : فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة ) ، المصدر : تهذيب الكمال ( 1 / 339 ) .


ثانياً : الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم صاحب ( المستدرك على الصحيحين ) :

قال الذهبي : (وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا قال بن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ثم قال بن طاهر كان شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه قلت اما انحرافه عن خصوم علي فظاهر واما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه) سير أعلام النبلاء .

قول ابن طاهر بأنه شديد التعصب بالباطن هو حكم بالباطن ، ولا يُقبل منه ، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر .

وقول إسماعيل الأنصاري أن الحاكم رافضي خبيث قد رد عليه الذهبي نفسه بأنه شيعي لا رافضي .

وحتى وصفه بالتشيع فيه نظر لما يلي :

1 - الشيعة المتقدمون يقدمون علياً على عثمان رضي الله عنهما .

وأما الحاكم فإنه يقدمهم مثل تقديم أهل السنة والجماعة ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ) بهذا الترتيب :

قال الحاكم في معرفة علوم الحديث ( 1 / 43 ) عندما تكلم عن الصحابة في النوع السابع :

( ... فأولهم قومٌ أسلموا بمكة مثل : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم ) .

فهو قد رتبهم بحسب ترتيبهم في الخلافة والتفضيل عند أهل السنة والجماعة .

2 - قول ابن طاهر : ( وكان منحرفاً عن معاوية وآله ) ، وقول الحافظ الذهبي : ( أما إنحرافه عن خصوم علي فظاهر ) ، غير صحيح .

وإليك تبويب الحاكم في كتابه في المستدرك على الصحيحين وكيف تعامل مع خصوم علي رضي الله عنه :

( ذكر مناقب حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته الزبير بن العوام ... ) .

ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه ) .

ذكر مناقب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ) .

وانظر ماذا قال في عائشة رضي الله عنها :

( فأول من نبدأ بهن الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما ) .

فأي شيعي يعقد في مناقب هؤلاء فصولاً في كتابه ؟!

وقال في حق أبي هريرة رضي الله عنه :

قد تحريب الابتداء من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه لحفظه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وشهادة الصحابة والتابعين له بذلك ، فإن أول كل من طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا ، فإنهم من أتباعه وشيعته إن هو أولهم وأحقهم باسم الحفظ ) .

وقد ترضى الحاكم على معاوية في أحد الأحاديث التي رواها عنه وصحح حديثاً رواه عنه فقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، انظر المستدرك ( 2 / 325 ) .

فهل يقول بذلك شيعي متقدم فضلاً عن متأخر ؟!

وأخيراً : كلمات بعض علماء الشيعة وباحثيهم في تشيع الحاكم النيسابوري :

1 - قال أبو الفضل حافظيان البالبلي وهو يرد على حسن الصدر في تشيع الحاكم :

تجدر الإشارة إلى أن انتماء الحاكم النيسابوري إلى المذهب الشيعي غير متفق عليها ، وثمة شكوك حولها ) ، مسائل في دراية الحديث ( 1 / 14 ) .

2 - وقال العالم الشيعي علي الميلاني عن الحاكم النيسابوري :

هو من كبار أهل السنة ، بل أساطينهم ، ومن صدور علمائهم ، بل سلاطينهم ) ، نفحات الأزهار ( 14 / 160 ) .

3 - وقال جعفر السبحاني في الرد على من قال أن الحاكم من مصنفي دراية الحديث في الشيعة لكي ينسبوا لأنفسهم الأسبقية على أهل السنة في التصنيف في دراية الحديث :

لا يصح لنا عَدُّهُ ممن ألف من الشيعة في هذا المضمار ، فضلاً عن كونه أولاً المؤلفين فيه ) ، أصول الحديث وأحكامه ص 11 .

4 - قال آغا بزرك الطهراني :

ويُحكى الجزم بتشيعه عن ابن تيمية أيضاً ، لكنه احتمل جمعٌ من الأعلام أن رمي هؤلاء بالتشيع لإرادة إبطال احتجاج الشيعة بما أورده في مستدركه وغيره مما يضر بعقائدهم ، وهو غير بعيد ، فراجعه ) ، الذريعة ( 2 / 199 ) .

5 - وقال الشيخ الشيعي المعاصر حسين المعتوق عن الحاكم :

وتهمته بالتشيع ، وكذا الرفض على حد تعبيرهم ، لا شك في بطلانها وعدم صحتها ، وذلك :

أولاً : لأن المعروف من حال الحاكم أنه من أهل السنة وأعلامهم ، بل ومن كبار أئمتهم ... ) ، الإنصاف في مسائل الخلاف ( 1 / 44 ) .

6 - وقال ثامر هاشم حبيب العميدي :

إن الحاكم نفسه متنازع فيه بين الشيعة والعامة ، إذ لم يثبت - بنحو القطع على كثرة ما قيل حوله - انتماؤه إلى أحد الفريقين ، وإن كان ظاهر مستدركه عدم الاعتقاد بالتشيع ) ، بحثه المنشور بعنوان ( تاريخ الحديث وعلومه ) من مجلة ( تراثنا ) الجزء 47 الصفحة 248 .

فائدة : الحاكم النيسابوري الحاكم النيسابوري على جلالته في علم الحديث عند أهل السنة ومذكورٌ في كتبهم ، فهو لم يُذكر في كتب الرجال الشيعية :

قال الشاهرودي عند ترجمة الحاكم : ( لم يذكروه ) ، مستدركات علم الرجال ( 7 / 170 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق