السبت، 4 سبتمبر 2010

التناقض وازدواجية المعايير عند علماء الإثنى عشرية

إن من الملاحظ على الإثنى عشرية أنهم يعانون من ازدواجية المعايير ، فهم عندما يتكلمون عن أئمتهم ورواتهم الذين يريدون توثيقهم ، فإنهم يحاولون قدر الإمكان أن يلتمسوا الأعذار لهم ، وإن وجدوا رواية للمعصوم في ذم رواتهم المشهورين الموثقين عندهم أو الذين تدور عليهم روايات الإمامية فإنهم لا يتأخرون عن تضعيفها وطرحها ، وإن عجزوا عن تضعيفها ، فإنهم يتحولون إلى الحل السحري وهو ( التقية ) .

فلعن المعصوم لأشهر رواة الشيعة وذمه وهو زرارة بن أعين والحكم عليه بأنه لا يموت إلا تائهاً قد ورد عند الإمامية بنصوص صحيحة واضحة يصححها بعض علماء الإمامية أنفسهم كالخوئي ومحسن الأمين وغيرهما ، 
فما هو الحل مع هذه الروايات التي تنسف أوثق رواة الشيعة ومن ورائها روايات القوم المزعومة عن الأئمة المعصومين ؟ ، قلتُ لكم آنفاً : الحل السحري وهو التقية ، قالوا : المعصوم لا يذم زرارة بن أعين إلا من باب التقية خوفاً عليه من أعداء آل البيت ، وكثيرة هي الروايات التي تذم رواة الشيعة المشهورين الذين يجمع الإمامية على وثاقتهم .

وفي المقابل توجد روايات أخرى تدل على سوء أدبهم مع المعصوم أو شكهم في إمامته ، ولكن علماء الإثنى عشرية لا يتأخرون في الاعتذار لهم بأية أعذار ، 
ولكن ، في المقابل تجد التناقض في تصرفهم مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا أعذار وإنما تكفير وسب وشتم .
ولو سألنا الإمامية : وما هي دليلكم على أن المعصوم أراد التقية في ذم زرارة بن أعين مثلاً ؟ لأن إرادة التقية هو أمر قلبي ولا يمكن الوصول إلى قلب المعصوم ومعرفة مراده من كلامه إلا بتصريحه هو أنه أراد التقية ، ولكن الإمامية لديه إجابة ً معروفة ومشهورة ، وهي أنه وردت روايات عن المعصوم في الثناء على زرارة ، ومن هذه الروايات :

1 - روى زرارة بأن جعفر الصادق قال له : (
 يا زرارة ، إن اسمك من أسماء الجنة ) رجال الكشي ص 112 .

2 - 
ما ورد في صحيحة عبدالله بن زرارة في الروايات المادحة ، فانها قد دلت بصراحة على أن الامام عليه السلام ، إنما عاب زرارة دفاعا منه عليه السلام ، عنه وحفظا له من أذى الاعداء ، وقد قال عليه السلام : إنه أحب الناس إليه وأحب أصحاب أبيه إليه حيا وميتا .

3 - ماذكره الكشي ( 62 ) أيضا ، قال : " حدثني حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن ابي عمير ، عن عبدالرحمان بن الحجاج ، 
عن حمزة ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : بلغني انك برئت من عمي يعني زرارة قال : فقال : انا لم اتبرأ من زرارة ، لكنهم يجيئون ويذكرون ويروون عنه ، فلو سكت عنه ألزمونيه فأقول : من قال هذا فأنا إلى الله منه برئ .
ومن تأمل هذه الروايات الثلاثة في الثناء على زرارة ، فإن رواتها ثلاثة أشخاص : زرارة نفسه ، وابنه عبد الله ، وابن أخيه حمزة ، وكأن الثلاثة قد اتفقوا على وضع الروايات عن جعفر الصادق للثناء على زرارة ،لكي تُحمل روايات الذم واللعن على ( التقية ) !!!

وقد يقول قائل : ما الذي يمنع أن يكون الراوي ثقة في نقله حتى لو كانت الرواية تحتوي على الثناء عليه أو على أبيه أو عمه ؟ ، نقول : لا توجد مشكلة إلا عند ذوي المعايير المزدوجة والمتناقضون مع أنفسهم .
إليك بعض أقوال الإثنى عشرية في الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها لترى التناقض وازدواجية المعايير عند الإمامية عند يأتي ذكر الصحابة رضي الله عنهم :

قال الإمامي ( نور الله التستري ) في كتابه الصوارم المهرقة ص 99 : ( 
حفصة متهمة فيما روته من فضل ابيها وصاحبه لعداوتها لامير المؤمنين عليه السلام وتظاهرها ببغضه لهوى اختها عائشة ولما تضمنه من جر النفع إليها والى ابيها ) .

وقال الشيخ الإمامي الميلاني : ( 
ويبقى الكلام في عائشة نفسها ، فقد وجدناها تريد كلّ شأن وفضيلة لنفسها وأبيها ومن تحبّ من قرابتها وذويها ) .
http://www.al-milani.com/eref/lib-pg...id=44&pgid=198

وقال الميلاني كذلك في رسالة في صلاة أبي بكر ص 46 ما نصه : ( 
تدعي لأبيها ولنفسها ما لا أصل له ) .
http://www.14masom.com/aqaeed/sbhat-rdod/06/5/rasa2.htm

وقال الإمامي محمد التيجاني ما نصه : ( 
فهي تحاول بكل جهدها دعم أبيها ولو بأحاديث موضوعة ) .

وهذا رابط الكلام ينشره علماء الشيعة :
http://www.manarcom.com/~mog1/books/...ata/thoma7.htm
http://www.14masom.com/mostabsiron/f016.htm
زرارة وابنه وابن أخيه يطعنون في الإمام المعصوم عند الإثنى عشرية ويكذبون عليه ويؤلفون الروايات الموضوعة في الثناء على زرارة ، والإمامية مستعدون للتصديق لأجل عيون زرارة التائه ، وانظروا إلى انعدام الإنصاف عند الإمامية في التعامل مع الصحابة رضي الله عنهم كما يتعاملون مع رواتهم الملعونين المذمومين على لسان المعصوم ، فقط تأملوا .

والإنصاف عزيز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق