الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

نبذة بسيطة عن تطور التشيع

الشيعة المتقدمون لم يكن فيهم من يطعن في الشيخين ( أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ) :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ( 1 / 4 ) :

ولهذا كانت الشيعة المتقدمون، الذين صحبوا علياً، أو كانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الآوائل والأواخر ) .

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( 1 / 459 ) :

والتشيع محبة على وتقديمه على الصحابة فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو ) .

وهذه أمثلة بسيطة من كلمات العلماء حول تطور التشيع ، وأنهم يفرقون بين التشيع والرفض .

والشيعة ليسوا على درجة واحدة :

1 - الشيعة المتقدمون : يقدمون علياًّ على عثمان رضي الله عنهما ، ولا يقدمونه على الشيخين رضي الله عنهما !!

وبقي منهم في العصر الحاضر : الزيدية ، فهم لا يقدمون علياًّ على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما !!

2 - الشيعة المتأخرون : وهم ( الرافضة ) الذين جاءوا بعد القرن الثالث الهجري أمثال المفيد وأشكاله .

فهؤلاء طعنوا في الصحابة وفضلوا علياًّ على الشيخين ، واختلطت مذاهبهم بمذاهب المعتزلة وانتقلوا من التجسيم إلى التعطيل :


وقد اعترف ابن المطهر - المعروف بـ ( العلامة الحلي ) وهو الذي رد عليه ابن تيمية في المنهاج - بأن مذهب الإثنى عشرية في الصفات هو مذهب المعتزلة ، المصدر : نهج المسترشدين ص 32 .


بل إن الطبطبائي اعترف بأنه كمذهب الفلاسفة ، المصدر : مجالس الموحدين في أصول الدين ص 21 .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية ملخصاً موقف الرافضة من الصفات الإلهية عبر التاريخ :


ثم الرافضة حرموا الصواب في هذا الباب كما حرموه في غيره فقدماؤهم يقولون بالتجسيم الذي هو قول غلاة المجسمة ومتأخروهم يقولون بتعطيل الصفات موافقة لغلاة المعطلة من المعتزلة ونحوهم فأقوال أئمتهم دائرة بين التعطيل والتمثيل لم تعرف لهم مقالة متوسطة بين هذا وهذا ) .


وحدد لنا شيخ الإسلام ابن تيمية الفترة التي تحولت فيها عقائد الشيعة الإمامية إلإثنى عشرية من التجسيم إلى قول المعتزلة في تعطيل الصفات :


ولكن في أواخر المائة الثالثة دخل من دخل من الشيعة في أقوال المعتزلة كابن النوبختي ... وأمثاله وجاء بعد هؤلاء المفيد بن النعمان وأتباعه ولهذا تجد المصنفين في المقالات كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا عن بعض متأخريهم وإنما يذكرون عن بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره ) ، المصدر : منهاج السنة النبوية ( 1 / 72 ) !!


وطبعاً توجد فرق أخرى للشيعة منها ما انقرض ومنا ما بقي حتى الآن مثل الإسماعيلية والنصيرية .


وارجع إلى كتاب ( فرق الشيعة ) للنوبختي لتجد فيه تطور الشيعة وتفرقهم إلى فرق عبر التاريخ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق