الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

هربوا من تشبيه الخالق بالمخلوق فوقعوا في تشبيه المخلوق بالخالق !!

المتأمل لأحوال طائفة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية يعرف جلياً وقوعهم في المتناقضات حتى في أهم عقائدهم ،ولكن العجيب في هذه الطائفة أنهم لا يستقرون على حال ولا يقر لهم قرار مما يؤكد مدى التخبط والاضطراب والتناقض الذي تعيشه هذه الطائفة في عقائدها وتاريخها .

فتناقضاتهم عبر التاريخ كثيرة ، بل تناقضاتهم في عقائدهم واضحة جلية .



التجسيم عند الشيعة


الشيعة الإمامية الإثنى عشرية تتشدق دائماً بمحاربة التجسيم والتشبيه بدعوى تنزيه الذات الإلهية ، بينما في حقيقة الأمر أول من أظهر مذهب التجسيم والتشبيه هم الشيعة الإمامية وعلى رأسهم هشام بن الحكم وهشام بن محمد الجواليقي .


قال الدكتور علي سامي النشار وهو من الموافقين للشيعة في بعض عقائدهم : أجمع مؤرخو الفكر الإسلامي القدامى شيعة وسنة ومعتزلة على أن هشام بن الحكم هو أول من قال : " إن الله جسم " وأن مقالة التجسيم في الإسلام إنما تُنسب إليه ، فهو أول من أدخلها أو ابتدعها ، كما نُسِبَ إليه التجسيم أيضاً ) المصدر : نشأة الفكر الفلسفي ( 2 / 173 ) .


بل اعترف إمام الشيعة المامقاني في تنقيح المقال ( 2 / 264 - 301 ) بكثرة الأخبار الواردة عن هشام بن الحكم في التجسيم ، ومنها قوله : إن الله جسم صمدي ، بل توجد رواية عن المعصوم - عند الإثنى عشرية - لم يستطع إخفاءها الكليني في كتابه الكافي : عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّخَّجِيِّ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ ( عليه السلام ) أَسْأَلُهُ عَمَّا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ فِي الْجِسْمِ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ فِي الصُّورَةِ فَكَتَبَ ( دَعْ عَنْكَ حَيْرَةَ الْحَيْرَانِ وَ اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ لَيْسَ الْقَوْلُ مَا قَالَ الْهِشَامَانِ ) ، المصدر : الكافي ( 1 / 105 ) .


بل إن المجلسي وهو ( شيخ إسلام الشيعة ) قد صحح هذه الرواية في مرآة العقول ( 2 / 3 ) ، مع أن المجلسي نفسه هو من يدافع عن هشام بن الحكم وينفي عنه التجسيم ، ولكن لا حياة لـ ( متناقض ) !


انتقال الشيعة من التجسيم إلى التعطيل


حاول الشيعة الهروب من التجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوق فأصبحوا واقعين في تعطيل جميع الصفات الإلهية تبعاً للمعتزلة ، عطل الإثنى عشرية جميع الصفات اتباعاً لمذهب المعتزلة ، وقد اعترف ابن المطهر - المعروف بـ ( العلامة الحلي ) وهو الذي رد عليه ابن تيمية في المنهاج - بأن مذهب الإثنى عشرية في الصفات هو مذهب المعتزلة ، المصدر : نهج المسترشدين ص 32 .


بل إن الطبطبائي اعترف بأنه كمذهب الفلاسفة ، المصدر : مجالس الموحدين في أصول الدين ص 21 .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية ملخصاً موقف الرافضة من الصفات الإلهية عبر التاريخ : ثم الرافضة حرموا الصواب في هذا الباب كما حرموه في غيره فقدماؤهم يقولون بالتجسيم الذي هو قول غلاة المجسمة ومتأخروهم يقولون بتعطيل الصفات موافقة لغلاة المعطلة من المعتزلة ونحوهم فأقوال أئمتهم دائرة بين التعطيل والتمثيل لم تعرف لهم مقالة متوسطة بين هذا وهذا ) ، فهذا مذهب الرافضة في الصفات الإلهية باختصار : تجسيم وتشبيه ثم تعطيل موافقة للمعتزلة ، وحدد لنا شيخ الإسلام ابن تيمية الفترة التي تحولت فيها عقائد الشيعة الإمامية إلإثنى عشرية من التجسيم إلى قول المعتزلة في تعطيل الصفات : ولكن في أواخر المائة الثالثة دخل من دخل من الشيعة في أقوال المعتزلة كابن النوبختي ... وأمثاله وجاء بعد هؤلاء المفيد بن النعمان وأتباعه ولهذا تجد المصنفين في المقالات كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا عن بعض متأخريهم وإنما يذكرون عن بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وغيره ) ، المصدر : منهاج السنة النبوية ( 1 / 72 ) .


وهذا من الاضطراب والتناقض عند الشيعة الإثنى عشرية في عقائدهم كما ذكرتُ في أول الموضوع .


هروب الشيعة من تشبيه الخالق بالمخلوق إلى تشبيه المخلوق بالخالق


كما أوضحنا قبل قليل كيف أن الشيعة تناقضوا فهربوا من التجسيم والتشبيه إلى التعطيل ، ولكن عقيدة التجسيم والتشبيه لا زالت راسخة في قلوبهم ، وهذا يتضح بالنقاط التالية :


أولاً : جعلوا النبي عليه الصلاة والسلام والأئمة معصومين في كل شيء حتى من السهو والنسيان ، ومن المعلوم أن الله عز وجل له العصمة الكاملة فلا يزل ولا ينسى ، والغريب أن الشيعة الإمامية الأوائل نفوا السهو عن النبي عليه الصلاة والسلام :


قال ابن بابويه القمي ( ت 329 ) : إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وسلم ) المصدر : من لا يحضره الفقيه ( 1 / 234 ) .

وأقر شيخهم المجلسي ( ت 1111 هـ ) : ( بدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو منهم ) المصدر : ( بحار الأنوار: 25 / 351 ) .

ولكن ما لبث المجلسي أن ناقض نفسه موحياً بتناقض الشيعة الإمامية في العصمة ووقوع السهو من الأئمة قائلاً : المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز ) ، لأن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية المتأخرين قد ناقضوا أئمتهم المتقدمين فنفوا حتى السهو عن الأئمة : يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص 19 : نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة للفقهاء لا يزال محفوظًا لهم، لأن الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ) ، وقد قرر شيخهم محسن الأمين أن منكر ما هو ضروري في التشيع كافر عندهم ، ومع أن ابن بابويه القمي قد وصف نفاة السهو بالغلو والتفويض ، ولكن لا مانع عند الشيعة أن يكون هذا الغلو والتفويض من ضروريات المذهب : قال آية الله العظمى المامقاني : إن ما يعتبر غلواً في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب ) المصدر : تنقيح المقال ( 3 / 240 ) ، وهكذا ! ، فالعقائد عند الشيعة الإثنى عشرية تتبدل وتغيير و ( تتحرف ) وما كان غلواً في السابق فهو من ضرورات المذهب ومن علامات ( الموالاة لأهل البيت ) .

ثانياً : تفضيل الأئمة الإثنى عشر على الأنبياء - دون محمد عليه الصلاة والسلام - بل حتى على الملائكة .


مع أنه يوجد في الكافي للكليني رواية أن هشام الأحول سأل أبا جعفر: «جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال: بل الأنبياء ) ، المصدر : الكافي ( 1 / 174 ) ح رقم 5 كتاب الحجة : باب الإضطرار إلى الحجة ) .


وصحح المجلسي الرواية فقال : ( موثق كالصحيح ) مرآة العقول ( 2 / 277 ) .


ولكن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية يناقضون هذه الروايات كعادتهم في تناقضهم في عقائدهم .


قال الخميني : وينبغي العلم أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ) ، المصدر : الحكومة الإسلامية ص 52 .


بل ألف بعض علماء الشيعة في تفضيل الأئمة على الأنبياء عدة كتب منها :


1 - كتاب ( تفضيل الأئمّة على الأنبياء ) .


2 - كتاب ( تفضيل علي عليه السّلام على [ أولي العزم من الرّسل ] ) .


كليهما لشيخهم هاشم البحراني ، المتوفّى سنة 1107 هـ .


بل إن المجلسي نفسه عقد باباً في بحار الأنوار في أن الأئمة أفضل من الأنبياء وأن الأنبياء ما كان الله ليستجيب دعاءهم لولا توسلهم واستشفاعهم بالأئمة . 

ولكن يناقضهم قول محمد آل كاشف الغطاء فيقول : فالإمام في الكمالات دون النبي وفوق البشر ) ، المصدر : أصل الشيعة وأصولها ص 214 .


ومعه أيضاً : محمد كاظم الهزار في كتابه : ( تفضيل الأئمّة على غير جدّهم من الأنبياء ) .


ومعه أيضاً : المجلسي - شيخ التناقضات الشيعية - في كتابه : ( تفضيل أمير المؤمنين علي على من عدا خاتم النّبيّين ) .


فأصبح الموالون في حيص بيص ، والتناقضات لا تنتهي ، لأن الشيء من معدنه لا يُستغرب .


ثالثاً : بل جعلوا الأئمة الإثنى عشر يتصرفون في جميع ذرات الكون .


يقول في كتاب الحكومة الإسلامية ص 52 : إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون ) .


السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماذا بقي لله عز وجل ؟!

وأخيراً : خلاصة ما عند الشيعة الإمامية من رواياتهم وأقوال علمائهم في اعتقادهم في الأئمة :


* الأئمة هم أسماء الله الحسنى. وهم وجه الله هم جنب الله هم يد الله القادرة .


*الأئمة أفضل من أنبياء الله .


* للأئمة مقام عظيم وخلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون ، وهذا المقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل .


* الأئمة يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم شيء وهذا الفرق بينهم وبين الأنبياء الذين يعلمون ما كان ولا يعلمون ما يكون .


* الأئمة يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا متى يشاءون .


* الأئمة يعلمون الغيب مطلقا لكن الله يجوز عندهم أن يوصف بالبداء. يعني يظهر له خلاف ما كان يعلمه فبدا له في إسماعيل بن الهادي .


* يجوز دعاء غير الله لقضاء الحوائج وكشف الكرب والنوازل .


* الأئمة هم المحاسبون للخلق يوم القيامة. فإلى الخلق إيابهم وحسابهم عليهم وفصل الخطاب عندهم .


* لا يجوز على الله أن يصف نفسه بأن له يدا ووجها ولا يجوز أن يصف نفسه بأنه يجيء ويستوي على العرش .


* الرسول لم ينجح في تربية أصحابه ولا أزواجه مع أن الله وصفه بأنه قدوة وأنه على خلق عظيم. وإنما نجح الخميني أكثر من رسول الله .


لذا لا نستغرب أبداً أن يقوم الشيعة بعبادة هؤلاء الأئمة من دون الله وجعلهم أرباباً من دون الله .


وأختم موضوعي بآية من كتاب الله : أأربابُ متفرقون أم الله الواحد القهار } ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق